Canalblog
Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

Forum civique et solidaire du peuple de Syrie

23 janvier 2012

اما قاتل أو مقتول

 

د. محمد الشمالي

 

إما قاتل أو مقتول.

 

أعتقدعن قناعة راسخة بان أي  ديكتاتوري مهما كان ذكيا وفهلويا ومخضرما في عالم السياسية لا يمكنه أن يمسك خيطا من خيوط الحكمة ليهتدي به للخروج  الى الضوء و بر الأمان إذا ما وجد نفسه في يوم من الأيام أسير نفق مظلم كالذي يجد به نفسه اليوم الرئيس السوري بشار الأسد.

بدأت حياة الأسد في عالمه السديمي منذ اغتصابه للدستور(الإبن الوحيد للشعب) في وضح النهار وعلى جبل قاسيون. كان المشهد مقززا وترك عند السوريين حتى المنحطين منهم شعورا بالذل وبالقهر وغضبا وثورة دفنوها تحت رماد سميك من الخوف. كيف يهتدي الأسد للطريق الصواب وهو الذي دخل حياة السوريين من أضيق الأبواب ومن أكثرها إذلالا لهم و احتقارا لقيمة العدالة التي هي من أهم الصفات الأنسانية  التي يجب أن يتحلى بها رئيس الدولة؟

الحقيقة، حاجز نفسي كبير  هذا الذي أقامه بشار بينه وبين شعبه منذ خطوته الأولى في الحياة السياسية . كانت دخلتة تعيسة . تماما كدخلة العروس القليلة البخت  بالرجل اليسرى إلى بيت عريسها .

كيف كان ينظر بشار إلى هذا الشعب السوري الذي ورثه بحكم الظرف عن أبيه  ؟ إلى أي حد كان يحترمه ويتفاعل معه عاطفيا وروحيا؟ هل كان يرى فيه أمة ناضجة  كأمم أوروبا أوصاحب حضارة كالتي تتغنى بها  كلمات البارودي ”حماة الديار”؟ أم أنه ينظر إليه  بفوقية ويرمقه بطرف عينه استعلاءً كما تنظر الست إلى الجارية؟ الشىء الوحيد الذي يمكنني جزمه هو : لوكان الفريق أول بشار يملك أدنى شعور بالإحترام نحو  شعبه لما استوطى حيطه واغتصب دستوره ومؤسساته وذله على مرأى ومسمع الكون. لقد تعود بشار أن يري السوريين  يطبلون ويزمرون لكل بيعة عار لأبيه. لقد اعتاد على رؤيتهم مهمشين مسحوقين مروعين وخانعين تحت ضربات السياط.

اضف إلى ذلك ، أن لكل طاغية ومستبد  جنون عظمته الخاصة؛ في حالتنا السورية عندنا  طالب مدرسة الللاييك بشار،عندنا  المظلي بشار ، عندنا الطبيب الأخصائي بشار، والفريق أول بشار ،و القائد العام للجيش والقوات المسلحة بشار، والأمين العام لحزب البعث بشار،و رئيس الجمهورية العربية السورية بشار … أي وسام وأي منصب ينقصنا هنا لصنع شخصية ميغالومانية مريضة بتخمة السلطة وبداء النرجسية ؟ شخصية تتعالى حتى على نفسها وأقرانها من رؤساء العالم ، فكيف لا تتعالى على مواطن عادي علكته الأيام وأوهنته الحاجة ؟ أهناك أفضل من هذا التحليل و هذه  المقاربات النفسية والشخصية لتفسير الأسباب  التي كانت  تدفع بالرئيس الأسد لإطلاق العنان لضحكاته الهستيرية البلهاء عندما يواجهه صحفي ما بسؤال حول امكانية انتفاض الشعب السوري ضده؟

كيف يمكننا أن نتصور أن يتراجع رئيس بهذه النفسية أمام شارع سوري عفوي  وأما معارضة كانت بالأمس تتسول أمام أبواب مؤسساته واداراته ؟ أو منسية في متاهات الغربة والنفي منذ عشرات السنين ؟ أين  كان شباب وشابات المعارضة السورية الفقيرة عندما كان مستر بشار وميسيز اسماء يتسوقون أو ويتنزهون   اليد في  اليد في الشانزيليزيه أو في بلاظ الأمراء والملوك الأوروبيين؟

هذا العامل النفسي يبدو من القوة لدرجة أنه حتى لو  تغيرت موازين القوى في أية ساعة من الساعات لصالح هذا العدو البلدي والذي يسمى الثورة وحتى ولو أصبح الثوار على مشارف قصره  فإن الرئيس بشار ،غنوجة الغرب،   لن يشك ولو للحظة واحدة في مقدرته على النصر بالنهاية. معطيات هذه المعادلة النفسية  الرهيبة  هي  نفسها التي    قادت بالأمس معمر القذافي برجليه ويديه  إلى نهايته الفظيعة. فلطالما المواجهة هي مع جرذان الوطن فالهزيمة لن تكون إلاّ من نصيب هذه الجرذان. أمر عجيب ! ولكن إلى ماوراء هذا العامل النفسي يمكننا رصد حقائق أخرى لايمكن تجاهلها والتي تجعل من الأسد ضحية لفكرة الذهاب حتى النهاية في مواجهته مع شعبه متجاهلا كل النتائج المترتبة عن صلفه وتعنته.

أولاً ـ خلف الرئيس الأسد تقف قيادات عسكرية وأمنية يحركها تفاؤل بالنصر وإرادة قتالية مستميتة ليس بالضرورة حبا بالأسد وإخلا صا له  ولكن خوفا على مكتسباتهاومصيرها .برهان غليون قالها بصراحة في حديث مع صحيفة وول ستريت  “ لا وجود للعلوين في الجيش وقوى الأمن ”  في سورية الجديدة. وعلى هامش هذه الفكرة يمكننا أن نضيف : لو حاول هؤلاء القادة ترجمة مثل  هذا الإيمان بالنصروهذه العزيمة على تحقيقه مرة  في حياتهم الحرفية   أمام جيش اسرائيل لرجع الجولان عربيا سوريا منذ زمن طويل !

تانياًـ عشرة أشهر من صمود النظام المعجزة أمام ”  المخططات الأجنبية والسلفيين  “ كانت كافية لإذكاء الشعور الطائفي عند العلويين وتعميق الهوة النفسية بينهم وبين بقية أطياف الشعب السوري وخلق عندهم روحا جهادية مستمية ومصممة على المضي قدما حتى الموت أوالنصرهذا التخندق الواضح وهذا الإيمان بالنصر تقويه وتطمئنه وجود اسطول روسي أمام ميناء طرطوس وآخر ايراني  يقوم بمناوراته العسكرية في الخليج من وقت إلى آخر...

ثالثاًـ ان كانت الثورة تراهن على سقوط النظام ، فهذا أمر حتمي ولا مفر منه .ولكن سقوط النظام من وجهة الطائفة المستفبدة منه لايعني نهاية الصراع . عائلة زين العابدين بن علي أوعائلة حسني مبارك لايتعدى عددأفراد كل منهن عددأصابع اليد وكذلك عائلة القذافي ، ولكن عائلة الأسد متجذرة في عشيرة وطائفة لها مطامح سياسية وتاريخية  علينا الأخذ بحسبانها. لا ننسي بأن حافظ الأسد  ولد  وعاش أولى طفولته في ظل دولة علويةمستقلة عن سوريا  .والحنين لهذه الدولة  يكبر مع تطور الأحداث .

هل يمكننا التكلم عن نظام سوري بعد هذا التهلهل الذي أصابه؟ الإعلام الغربي حتى وقت قريب عندما كان يتكلم عن نظام الأسد كان يصفه بحكم الأقلية العلوية .مازالت هذه التسميه عند السوريين صعبة البلع وقليلة الحشمة والأدب . كون السوريون تجمعهم ميول طبيعية للمواطنة والإلفة على مختلف طوائفهم وقومياتهم. من منا لايملك صاحبين أوثلاثة من الأخوة العلويين  نحن السوريون المعارضون؟ هل سنكون محكومين يوما بقتال أخوي أبدي؟               

      

   فرنسا ـ بواتتيه

 

Publicité
Publicité
15 janvier 2012

سرطان بلاد الشام والعراق

                                                                                              

                                                                                               د . محمد الشمالي 

فرنسا 14 كانون ثاني 2012

 

 

سرطان بلاد الشام والعراق - الإنسان أولاٌ

 

أعرف الآن من  هو عدوي. وهذا العدو  سيقضي على أو سأقضي عليه “ هكذا قال  نجم  تلفزيوني فرنسي  عندما تلقى نبأ مرضه بالسرطان . لم يتردد الطبيب المعالج  لحظة واحدة في مواجهة مريضه  الشاب بحقيقه مرضه القاتل ولم يهرب  المريض أمام الحقيقة الصاعقة فسارع للإعلان  عنه أمام كاميرات  الصحافة وأفصح عن نيته وإصراره  على مقاومته وعدم الإستسلام أمام قسوته .أليس هذا مثل حي  في شجاعة الإنسان  و نبل وارتقاء وجوده وكرامتة؟.

ما هو السر وراء هذا الموقف الرجولي  الصريح القاطع كحد السيف ؟ أهي فلسفة الأبطال في الحياة ،أم  اسلوب  الحكماء في مواجهة غدرات الزمان ، أم طريقة واقعية وموضوعية في رؤية الأشياء والتعامل معها ؟ أم تحصيل حاصل    لموقف إنساني قلما نشاهده في سلوكيات  الفرد في المجتمعات العربية؟

الوضوح، الشفافية، الصدق، العقلانية،  كل  هذه المفاهيم  الأخلاقية تريد أن تقول لنا بقوة  وبأعلى الصوت عندما  نتعامل مع الأخر أو مع مشاكلنا اليومية  :يا أخي  بالله عليك. أرني الأشياء كما هي في الواقع و تحت الشمس . دعني أراها بالعين المجرده أو  تحت المجهر. قل ما تريد قوله لي  بكلمات كاملة لا بأ نصافها ، بدون خوف ولا كذب وبالتجرد عن الإعتبارات العاطفيه والشخصية كالعمر والجنس ولا تنس بأنني مثلك   إنسان يمكن أن يخطىء كما يمكن أن يصيب. إنسان ممكن أن يكره كما هو  ممكن أن يحب،  ولكن انسان قد                       وهبه الله قبل كل شيىء عقلا قد يزيد برجاحته عن عقل انسان آخر أو ينقص .

 

هذه الأخلاق العملية بكل ما تحمله من قيم إنسانية (و التي هي أصلا ليست غريبة  عن روح  الإسلام وعن مذاهبه العقلانية ) اصبحت منذ الثورة الفرنسية  (نهاية القرن الثامن عشر) القاعدة العريضة التي ترتكزعليها أسس التربية في المجتمعات الغربية. ولكن ها نحن في قلب القرن الحادي والعشرين ومازلنا نتعا يش بجبن وبانهزامية وباستسلام مع أمراض وسموم توارثناها عبر أجيال العار منذ صفين والجمل . هانحن في زمن تتسابق فيه الأمم لحمل رسالة الإنسان إلى سابع سماء ونحن بكل وقاحة وبكل غباء وبكل ما يدعو للتقيوء مازلنا نعلك ونلوش ونجتر  كالجمال قميص عثمان ومقتل الحسن والحسين( رضوان الله عليهم ) وكأن الله حكم علينا وعلى  مليون جيل من بعدنا   بحزن  أبدي وبعقل تحجر في جينيات   الإنتقام والحقد.

كل مجتمعات الكون كان لها في فترة من فترات وجودها  داحسها وغبرائها . ولكن نحن في الشام والعراق ستلاحقنا اللعنة الأبدية طالما بقينا أسيري نفوسنا المريضة . فالثورة على نظام سياسي أو على أوليغارشيا أو على عرش ملكي لاتعني بالضرورة  تغيير  الإنسان و تحرره لطالما الثائر هو من طينة الناس الذين  يثور عليهم ولطالما رضع معهم من نفس الثدي في نظرته للحياة  وفي رؤيته للإنسان وتبقى الثورة  مثلها  مثل أي انقلاب عسكري عابر( كالذين عودتنا عليهم الأحزاب  السياسية لما بعد الإستقلال)عندما تقتصر على تغييرمؤسساتي   سطحي . عندما لم تكن مسبوقة بثورة فكرية طويلة تصقل الجوهر وتنزع كل ما فسد من القيم  فالثورة تصبح في آثارها وديموميتها كنار الهشيم .

التغيير العمودي يبقى  بعيد المنال وحلما أبديا ( كم يصعب تحقيقه!) ما د منا    ضحية اعتبارات  و آليات  تبعدنا عن  مواجهة مشاكل وصراعات مذهبية وفكرية تصلبت وأصبحت  أكثر تعقيدا مع مرور الزمن . فالخوف من مواجهة الحقيقة و الإلتزام  بقوائم بلا نهاية من  المحظورات والمحرمات والمستورات والعورات  والأدبيات والمحاباة والعصبيات القبليات  والتأويلات والإسترسالات والتحيزات واللأمبالاة والإجتهادات على ضوء المذهبيات  والفتاوات والتخوينات والتكفيريات والسنيات والعلويات والدرزيات والسمعوليات والجعفريات والوهابيات والإتنى عشريات ...  والأفكار والأحكام المسبقة والأحكام الذاتية البعيدة عن أية فرضية علمية أو تجربة تاريخية  ...كل هذه الأمور تقذف بنا بعيدا عن القيم الإنسانية العقلانية  وتحول بيننا وبين طموحاتنا في بناء قاعدة متينة للمجتمع المدني المتحضر.

 

التخلف الفكري بكل ما يعكسه هذا التخلف من آثار هدامة للإنسان وقيمه الأخلاقية والإجتماعية ليس حتمية أو قدر مكتوب على شعوبنا .لقد فاض الإسلام علينا بدروسه في الإنسانية وبدأت الرسالة المحمدية  بكلمة “ إقرأ “ وجاءت “ عروسة القرآن”  سورة الرحمن لتسمو بالإنسان إلى أنبل صورة “ الرحمن خلق الإنسان علمه البيان... » .   فأغلب المجتمعات الغربية عرفت فترات  وقاست مما نسميه عصور الإنحطاط الدامسة والتي كان  من أبشع صورها ومخلفا تها التناحر الديني والطائفي. وعلى سبيل المثال لا الحصر يكفي أن أذكر مذابح السانت بارتيليمي التي ذهب ضحيتها في يوم واحد مئات البروتستانتيين على أيدي الكاثوليك في باريس 24 آب 1572 .

ولكن في  أيامنا هذه ومنذ أكثر من قرنين لم  يعد للدين أية  آثار سلبية على بنية  المجتمعات المدنية الحديثه ، ولم تعد تحزباته وتشرزماته القديمة مصدرا أو  أساسا  لأي صراع سياسي صغيرا  كان أم كبيرا. و حتى الإيديولوجيا الماركسبة التي يعتقد أتباعها  ان الدين ليس في جوهره إلا استلاب أو تمويت  للعقل وحاجز امام حركة التاريخ سقطت هي ومقولتها الشهيرة “ الدين أفيون الشعوب “ .

لنتذكر أنه يعيش   في اوروبا الآن أكثر من  ستة عشر مليونا من المسلمين . يقيم منهم ست مليون في فرنسا وحدها . إنهم يتمتعون  بنفس حقوق وواجبات الفرنسيين المسيحيين .أما اليهود في هذا البلد فهم  لايشكلون أكثر من 1/60 من مجموع السكان ومع ذلك فالرئيس الفرنسي الحالي هومن أصل  يهودي والرجل المرشح لخلافته هو  أ يضا من أصل  يهودي.

لوكان انتخاب رئيس الجمهورية أو أعضاء البرلمان في  فرنسا مبني حقيقة  على أسس عرقية أو على اساس الإنتماء الديني فإنه  لما استطاع أي مسلم أو أي  يهودي أن يحتل مقعدا حتى ولو  في مجلس بلدي لقرية صغيرة وذلك مهما كان مستواه العلمي والأخلاقي والفكري . في الغرب ، المرشح  الأوفر حظ في الفوز لرئاسة الجمهورية أولعضوية البرلمان هو الشخص الذي يستطيع  كسب تلاحم الجمهور وثقته و هو الشخص الذي يستطيع إ قناع الناخبين بأنه هو  الأفضل و هو  الرجل المناسب لحل مشاكلهم الإجتماعية والإقتصادية . لذلك هناك مصطلحات كثيرة وافكار مسبقه يتداولها خطأ وبدون دقة  الإعلام العربي عندما يدور البحث عن الغرب. فمصطلح اللوبي اليهودي ( أي النفوذالسياسي لليهود) ليس معروفا من قبل الفرنسي العادي  لأنه وبكل بساطة لايشكل  أية قاعدة  لأي خطاب سياسي  أو فكري في بلده.

ولكن هذا لايعني بأن أوروبا لا تخلو  تماما  من بعض النزعات العرقية أو الدينية وخاصة تحت تأثير وضغط البطالة والأزمات الإقتصادية . ولكن حتى ولو طفت مثل هذه النزعات على سطح المجتمع المدني الغربي فانها تبقى حالات معزولة وبدون أي تأثير يذكر على البنية الفكرية  الصلبة للمواطن، أو على الدولة و مؤسساتها المدنية والسياسية  . عندما تظهر  بعض  النزعات  الشوفينية  أوالدينية أو العرقية في بعض مجالات الحياة اليومية يتصدى لها المجتمع المدني  بقوة  مسلحا بكل قيمه  الديموقراطية  والإنسانية  ليحاربها ، ليهمشها، ويبطل مفعولها بشكل كامل.

  لن يحاربها  أو يهمشها  بالعنف أو بالقمع ولكن بقوة القانون الذي لايتنافى مع مبدىء الحرية الفردية بسبب شموليته ونزاهة تطبيقه. هذا القانون يتجدد كماء النهر ليجد في أية لحظة  جوابا لأي مشكلة لها علاقة من قريب أو من بعيد بالدين أو بالعرق. لذلك عندما منع المشرع الفرنسي-على سبيل المثال- ارتداء الحجاب في الأماكن العامة فإنه  لم  يقصد محاربة الإسلام   بل محاربة مظاهر التطرف والتعصب .

لم يُحاربُ الحجاب على الطريقة الوحشية الأسدية  (كالإنزال المباغت الذي قامت به  سرايا الدفاع (في السبعينيات) فى شوارع  دمشق  لإجبارالدمشقيات  على خلع أحجبتهن بقوة  سواعد رجال رفعت الأسد ببذاتهم المموهة   ولكن بدفع غرامة مالية مستحقة على كل امرأة مهما كانت ديانتها خالفت القانون بإخفاء معالم وجهها . فمحاربة المظاهرالإسلامية الخارجية المتطرفة ليست محاربة للمسلمين  من وجهة نظر المشرع أو القانون  الفرنسي  .وهذا الشىء    يبدو مقنعا    ومعقولا  عندما نكتشف أن  هنا ك في فرنسا بين 1500 إلى 1800 مسجد (حسب احصائيات وزارة الداخلية الفرنسية ) وأنه  في كل سوبرماركيت توجد  هناك  اجنحة خاصة لبيع لحوم الحلال( أي المذبوحه غلى الطريقة الإسلاميه)وأن كل مسلم يستطيع  الإ بتهاج برمضان و بيومي عيد الفطر وعيد الأضحى ...

اريد أن أقول إن الخوف من التطرف الديني لا يعني بالضرورة محاربة للدين ولكنه ينبع من سياسة احترازية  تهدف  قبل كل شىء إلى وقاية المجتمع من مخاطر الإنزلاق في دوامة الصراع الديني. وتبقى المشكلة الكبيرة  في مجتمعنا في كيفية تعريف التطرف و تحديد المظاهر والعادات والطقوس  التي   يمكنها تأجيج الشعور الديني أو استفزازه  . كما تكمن المشكلة أيضا في تحديد المعايير التي تسمح لنا بالحكم على نوعية الخطاب الديني  وفي معرفة متى وكيف ولماذا يخرج هذا الخطاب  عن جوهره الروحي ليصبح خطابا ساسيا

15 janvier 2012

Un cri en face du silence

د. محمد الشمالي                                                                                                 28-12-2011            

                                                           

                                                     صرخة في وجه الصمت

 

 

 

ها قد شارف عام على الإفلات من براثن الزمن وسوريا غير قادرة على الإفلات من حديد السفاح، رغم كل التوقعات والتحليلات والمراهنات العلنية والسرية وتصريحات قادة العالم الذين يتحكمون عن قرب أوعن بعد بمصير الشعوب، والذين عندما يقولون للشىء كن فهذا الشىء سيكون على مستوى التحولات الإستراتجية والسياسات الدولية والإقليمية. التشخيص لا غبار عليه والأعراض هي نفس أعراض كل ثورة بدأت ثم سارت ثم نجحت ولكن العمليات التي تؤدي الى موت النظام الرسمي من توقف للقلب وموت لخلاايا الدماغ استهلكت  وقتا أكثر مما كان متوقعا. لا عجب في ذلك في لغة الطب، كل جسم له امكانية خاصة لمقاومة الموت وتأخير حدوثه الحتمي. لا شك في أن النظام يحتضر، ولكن احتضاره الذي يطول ويطول يكلف الشعب السوري بكل فئاته وتحزباته الكثير من قدراته البشرية ويهدد مباشرة أمن سوريا ووحدتها. التعجيل في موت المحتضر  بقطع الدواء عنه أو بإيقاف الأوكسيجين أو حتى بحقنه بجرعة خلاص محرم في الديانات وحتى في أغلب القوانين المدنية... ولكن هل النظام السوري القاتل تنطبق عليه صفات الإنسان؟ وهل التعجيل في الخلاص منه يشكل أزمة ضمير في نفوس الملايين من ضحاياه؟

حتى فترة قريبة كانت كل أطياف المعارضة السورية ترفض جذريا فكرة التدخل الأجنبي. وكان المجلس  الوطني السوري في المنفى يتردد حتي في طلب حماية المدنيين خوفا من الوقوع في خطىء تاريخي قد يكلف سوريا أضعاف ما كلف إخوتنا في العراق. ولكن بشار الأسد بكل خساسة الجبان وضيق رؤية المستبد أراد من تحويل هذا الموقف الوطني النبيل للشعب السوري المعارض إلى ورقة رابحة في يده وبدأ بتشغيل آلة القتل   بكل طاقتها الإنتاجيه.

ولكن كيف لهذه الإعتبارات النابعه من حس وطني صادق ومن خوف على المصلحة العليا  للوطن ان تصمد أو تبرر جدواها وصلاحيتها بعد أشهر طويلة من القتل والترويع والمطاردة المستميتة من قبل عصابات الأسد المسعورة والمتعطشة لدماء مواطنين، جريمتهم الوحيدة هي  أنهم رفعوا صوت الحرية عاليا بوجه قاراقوش عصره بشار حافظ الأسد. آلاف القتلى... آلاف الجرحى... آلاف المشردين … آلاف المكبلين في زنزانات الموت... مدن محاصرة … وأخرى تعيش كل يوم على وقع قذائف الدبابات ولعلعة الرشاشات والكلاشنكوف لتدب الرعب في قلوب ألأطفال لتخطف من عيونهم نعمة النوم … وهل أبغض جيش أجنبي يُجرم بحق السوريين  أكثر مما يجرم الأسد وعصاباته؟ هكذا تتساءل اليوم أغلب أصوات المعارضة السورية في الخارج  التي بنضوجها الفكري و بكوادرها العلمية تشكل ثروة إنسانية في البلدان التي يعيشون فيها.

تترسخ الأن أكثر من أي وقت مضى فكرة قطع سبل الحياة عن النظام الطائفي السوري المحتضِر وذلك بضرب آلة الموت التي ينشرها في جميع أرجاء الوطن. آلة الموت هي هذا الجيش الأمني المدعوم بميليشيات وبمرتزقة  وبشباب مغرر بهم والذين مازالو يعتقدون بأنهم بحمايتهم للأسد ابن طائفتهم ينقذون سوريا من مؤامرة كونية. بعبارات أخرى، المنطق والعقل والحكمة، كلها باتت بجانب الخلاص السريع، لأنه وبكل بساطة دفنُ النظام يعني عودة الحياة إلى ربوع سوريا وبداية ربيع جديد.

انطلاقا من هذه المعطيات الواقعية بدأت تظهر من هنا وهناك نداءات الإستغاثة والطلب بالتدخل الأجنبي لحماية السوريين ولسحق آلة الموت الأسدية. مئات القتلى من السوريين على أيدي الأمن حصيلة الأسبوع الثالث من  شهر كانون أول - ديسمبر. في السابع والعشرين من هذا الشهر تُوجّه لجان دعم الثورة السورية في الخارج نداء من باريس تدعو فيه الغرب لكسر صمته والتدخل لحاية الشعب السوري.

عرب وأجانب، العالم صامت. يتفرج، ينتظر، يتردد، يتلعثم في صياغة مفرداته وتحديد سياسته...لماذا كل ذلك؟ سوريا ليست كوسوفو، ليست العراق ليست ليبيا... ما هي سوريا وما هي طبيعة ثورتها؟ ماذا يعني نجاح الثورة فيها؟ ماخلفيات سقوط نظامها اليوم؟ من المستفيد من اطالة عمر النظام لبضعة أشهر؟ ماذا يعني الإنتظار؟ كل هذه التساؤلات لا تجد لها عند السوري الحر سوى جوابا واحدا: العالم يتواطأ مع النظام. العالم لا يريد ثورة من مطبخ سوري: “اللآبل” السوري خطر. “اللابل” السوري يشتمُّ رائحة الجولان.  

    

أصوات المعارضة السورية بدت في الأيام الأخيرة أكثر وضوحا وأكثر واقعية. انها تتميز عن البرتوكولات والمباحثات والتكتيكات التي حاول من خلالها المجلس الوطني السوري اثبات وجوده وتحقيق بعض المكتسبات حتى ولو كانت هزيلة. الناشطون اليوم يرددون بلا خجل وبلا تلعثم:

اسمع أيها العالم العربي … اسمع أيها العالم الغربي …

مهما كانت كبيرة  مبررات ترددكم المؤسف وصمتكم الجنائزي القاتل فإن ذلك  لن يزيدنا إلأ صلابة. فكيف للصمت أن  يصمد أمام إصرار شعب نذر نفسه على مذبح الحرية والكرامة؟ انتم اخترتم استلراتيجية الوقوف موقف المتفرج إزاء موقعة تدور رحاها بين قتلة مجرمين يملكون أحدث آليات الموت من جهة وبين شعب أعزل لا يملك إلا الكلمة والعزم من الجهة الأخرى … ولكن هل هذه معركة متكافئة لدرجة أن  تسمح للشريف وللشهم الوقوف موقف المحايد أو المتفرج دون أن ننعته بالجبان أو بالمخادع؟ إن اختياركم للصمت كسياسة     يعني بلا أدنى شك  أنكم اخترتم عمليا وضمنيا الوقوف وراء الجلاد. ألم يكن  لدماء أطفال الشوارع التي تسيل كل يوم  ساخنة وقانية كدم المسيح اي صرخة توقظ الضمائر وتحل عقدة الألسنة وتدفع صناع القرارات لإتخاذ المواقف السريعة الكفبلة بردع المجرم ومعاقبته بما اقترفت يداه من جرائم  فظيعة.

Publicité
Publicité
Forum civique et solidaire du peuple de Syrie
Publicité
Archives
Publicité